الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ. وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} إن هذا النص ليشير إشارة سريعة إلى حالة تعجز الكلمات عن تصويرها . . ذلك حين يعد الموعودين السعداء بحالة من السعادة لا تشبهها حالة . حتى لتتضاءل إلى جوارها الجنة بكل ما فيها من ألوان النعيم .. هذه الوجوه الناضرة .. نضرها أنها إلى ربها ناظرة .. فأي مستوى من الرفعة هذا ؟ أي مستوى من السعادة ؟
إن روح الإنسان لتستمتع أحيانا بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون أو النفس.. فتغمرها النشوة ، وتفيض بالسعادة .. وتتوارى عنها أشواك الحياة ، وما فيها من ألم وقبح .. وصراع شهوات وأهواء .. فكيف ؟ كيف بها وهي تنظر - لا إلى جمال صنع الله - ولكن إلى جمال ذات الله ؟ وما لها لا تتنضر وهي إلى جمال ربها تنظر ؟
إن الإنسان لينظر إلى شيء من صنع الله في الأرض .. فإذا السعادة تفيض من قلبه على ملامحه ، فيبدو فيها الوضاءة والنضارة . فكيف بها حين تنظر إلى جمال الكمال ..
( ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة ) . وهي الوجوه الكالحة المتقبضة التعيسة .. وهي التي يشغلها ويحزنها ويخلع عليها البسر والكلوحة توقعها أن تحل بها الكارثة القاصمة للظهر ، المحطمة للفقار .. الفاقرة ..
المزيد |